الثلاثاء، أغسطس 17، 2010

شعر جميل (أحاديث الأبواب)


هي قصيدة طويلة (لافتة كما يحلو للشاعر أحمد مطر أن يسميها) اخترت من بعضها. لم أفكر بالأبواب بهذه الطريقة من قبل!


أحاديث الأبواب



(كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا.
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
هذا هو حظّنا من التمدّن.)
ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
مِثلُ الأبواب !

=======


وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ.
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !

=======


طيلَةَ يوم الجُمعة
يشتاق إلى ضوضاء الأطفال
بابُ المدرسة.
طيلةَ يوم الجُمعة
يشتاقُ إلى هدوء السّبت
بابُ البيت !

=======

المفتاحُ
النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
عرفَ الآن،
الآن فقط،
نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،
حتّى لو كان
ثُقباً في باب!

=======

لا أمنعُ الهواء ولا النّور
ولا أحجبُ الأنظار.
أنا مؤمنٌ بالديمقراطية.
- لكنّك تقمعُ الهَوام.
- تلكَ هي الديمقراطية !
يقولُ بابُ الشّبك.

=======
هاهُم ينتقلون.
كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة.
ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ.
لماذا أغلقوني إذن ؟!

=======

وسيطٌ دائمٌ للصُلح
بين جِدارين مُتباعِدَين !

=======


مركزُ حُدود
بين دولة السِّر
ودولة العلَن.
ثُقب المفتاح !

=======


أكثرُ ما يُضايقهُ
أنّهُ محروم
من وضعِ قبضتهِ العالية
في يدِ طفل !

=======


في انتظار النُزلاء الجُدد..
يقفُ مُرتعِداً.
علّمتهُ التّجرُبة
أنهم لن يدخلوا
قبل أن يغسِلوا قدميهِ
بدماءِ ضحيّة !

=======


هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..
بسهولةٍ يجتاحهُ
دبيبُ النّملة !

=======


( إعبروا فوقَ جُثّتي.
إرزقوني الشّهادة.)
بصمتٍ
تُنادي المُتظاهرين
بواّبةُ القصر !

========


نحنُ ضِمادات
لهذه الجروح العميقة
في أجساد المنازل !

========


يُشبه الضميرَ العالمي.
دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
بابُ المسلَخ!

=======


الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها
من ( طَقْ طَقْ )
إلى ( السَّلامُ عليكم.)


الرائع أحمد مطر

مفاراقات محزنة!!


إنه الأقصى !! هكذا و من غير مقدمات تذكر. الجرح الغائر الذي لا يندمل قلب كل مسلم وعربي.
لم أستطع تمالك شعور الغيظ والإحباط وأنا اشاهد برنامج الشهيرة "اوبرا وينفري"، و السبب هو أنه و مع بداية الحلقة، قالت بأنها تفاجأت بجمع من المعتصمين أمام الاستوديو لمقابلتها، حتى ولو لخمس دقائق فقط، وكانت فحوى هذه المقابلة هو تخصيص خمس دقائق من البرنامج لايصال رسالة إلى العالم عما يعانيه الأطفال من تجنيد قصري في أوغندا، فما كان منها إلا أن تعاطفت معهم وأعطتهم ما يريدون.
كان المعتصمون من الشباب الأميريكي، تحدث ممثل المعتصمين عن رسالتهم بالإضافة الى تعريف المشاهدين بالموقع الالكتروني المحدد لهم. و كان السؤال الذي يجول في ذهن "أوبرا" التي شاهدت بعضاً من المشاهد المعروضة في موقعهم هو " أين كان العالم من ماساة الاطفال وهم يؤخذون قصراً من منازلهم للتجنيد في جوف الليل وفي ليلة عيد الميلاد تحديداً". أما ما جال في خاطري انا هو : ليت هؤلاء الشباب ينظرون إلى "حديقة منزلهم الخلفية" بدل النظر إلى مشاكل العالم المتخم بالمآسي و الفواجع.
ولأن الريموت هو إختراع عجيب يطوف بك الكرة الأرضية وأنت في بيتك، فقد سافر بي من شيكاغو إلى الدوحة، وتحديداً إلى ندوة للشيخ رائد صلاح. عرض الشيخ رائد مجموعة من الصور عن الإنتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية في مدينة القدس. وهي انتهاكات مخيفة تجري في الخفاء والعلن تحت المسجد الاقصى. حتى المقابر لم يسلم الاموات فيها، فقد غضت مضاجع الموتى الشوارع والحفريات والحدائق المزمع بناءها على رؤوس أصحابها والذي يقول الشيخ رائد انه لا يعلم إن كانت هذه القبور لصحابه أم تابعين أم من جيوش الفاتحين والمجاهدين من جيش صلاح الدين أو قطز أو أي عظيم آخر. و هذا بطبيعة الحال لا يعني أبداً بأن الأحياء في راحة. بل إنهم يعانون من التهجير ما يعانون.
و بعد، فإن المفارقة هنا بين ما يحصل في شيكاغو من حرقة واعتصار على أطفال ليسوا لا من لحم المعتصمين ولا من دمهم، لكنهم تحركوا وأسسو جمعية عالمية يشارك فيها كثير من شباب العالم عبر الإنترنت أو حتى بالتواجد مع المعتصمين في الولايات المتحدة الذين يصبرون على برد المطر وحرقة الشمس. و لا يجد الأقصى باكياً أو حتى معتصماً - إلا من رحم ربي- يقف لساعات تحت الشمس وتحت المطر ليدافع عنه، أو حتى ليوصل رساله إلى العالم كما فعل هؤلاء الشباب.
سؤال خجول يجول في خاطري و أنا أخط هذه السطور ، لو فعل شباب الوطن العربي ما فعله هؤلاء فأي منبر اعلامي سيستقبلهم، ومن سيسمح لهم بالإعتصام لساعات أمام هذا المنبر أو ذاك. سؤال لا أريد أن أعرف جوابه.
تسائل آخر شيبه بتسائل السيدة وينفري ، أين العالم مما يحدث للأقصى في وضح النهار يومياً أمام أعين العالم الذي يدعي المدنية والحضارة؟؟
أعيد و أقول.... لست انتظر الإجابة...!!!

بعيداً عن الضجة

مدونتي يا مدونتي....
لا أعلم لمَ نقلت حروفي من مذكرتي إلى الفضاء الافتراضي،، هل صحيح أننا عندما نكتب، نكتب لقارئ ما؟،، أم إنها الحاجة للكتابه،، كالحاجة إلى الهواء والماء، حتى وإن لم يقرأ هذه الحروف إلا ظهر الصفحة المقابة حين نغلق المذكرة!
ربما لن أقول جديداً يذكر، وربما فعلت، هما- القلم والورقة- أصبحا بالنسبة لي ضرباً من ضروب الإدمان، الإدمان المشروع (على الاقل بالنسبة لي)، وهي "تهمة سافرة تمشي بلا قدم" كما يقول الرائع أحمد مطر، وهي تهمة أعترف بها ولا أنكرها.
لا أخفي أمراً إن قلت بأن اسم المدونة قريب مني، فأنا بطبيعتي أحب أن أبتعد عن الضجة والزحام، أخلو إلى كتبي وأوراقي والهدوء (الهدوء أهم ما في الموضوع) ولهذا تأتي أفكاري هادئة، ربما تكون ثائرة في بعض الأحيان، ولكنها بكل تأكيد هادئة كهدوء عالمي.
ما أعلمه يقيناً أنني أطلقت سراح حروفي وأفكاري بعد أن ضاقت بها الأوراق وجفّت دونها المحبرة.