
أثار موقع ويكيليكس الكثير من الضجة، ومازال، وسيبقى كذلك إذا لم تتكالب عليه حكومات العالم مجتمعة لاسكاته أو إغلاقه أو تلبيس صاحبه تهمة اغتصاب!
وللاغتصاب طبعاً كثير من المعاني ، ما فهمته شخصياً، هو اغتصاب هدوء الحكومات التي ظنت أن مثل هذه الوثائق لن تصل يوماً إلى مسامع البشر في هذا العالم.
وكما هو متوقع دائماً، لم يبق أحد إلا وتحدث عن هذه المعلومات الخطيرة التي لم تترك أحداً إلا وكشفت عنه معلومة ما. ما يثيرني وأنا أتصفح الموقع ، بأن المعلومات التي ينشرها كانت معروفه لنا نحن. نحن من نعاني من ويلات الحروب ونرى أهوالها يومياً.
لم يكن الشعب العراقي مثلاً بحاجة إلى وثائق تتحدث عن فضائح أرباب الاحتلال وأتباعه، فهو يعيش هذا الاحتلال بكل تفاصيله المدمرة والقاتلة. فهذه المعلومات بالنسبة للعراقيين أمر معاش يقتاتونه مع الخبز. ربما سجّلت ووثقت هذه الوثائق لما يحدث.
وكأن ملايين الشهداء والمشردين والمهجرين والأرامل واليتامى لا يثبتون لهذا العالم المتحضر أي دليلٍ لأي جريمة تذكر! هذا الكلام ينطبق بطبيعة الحال على أفغانستان التي تحدث فيها الجرائم دون أن يسمع بها أحد، وكأن صرخات وأنين الضحايا تختقي وراء الجبال الشاهقة والتضاريس القاسية.
لم يختلف الموضوع كثيراً عندما نشر الموقع رسائل السفارات الأمريكية التي تحدثت عن تفاصيل لا نستغربها كثيراً وإن غابت عنّا، إلا أننا نعلمها يقيناً، والشاهد واقعنا الذي نعيشة طبعاً. خلاصة القول، أهل مكة أدرى بشعابها.
وكأي شيء جديد يظهر في حياتنا ، وجب بالمقابل ظهور مقلد ونسخة جديدة تنافس النسخة الأصلية. أعني بهذا ما تناقلته وسائل الاعلام مؤخراً عن موقع اسرائيلي نشر الكثير من الوثائق السرية التي احتوت على صور وأسماء لضباط وجنود اسرائيليين شاركوا في عملية الرصاص المصبوب على غزة. وقد وصل الأمر بالسلطات الاسرائيلية إلى فتح تحقيق مع صاحب هذا الموقع لنشره هكذا معلومات تعرض أصحابها للملاحقة القانونية لدى دولٍ نسيت لون الدماء الأحمر ولم يحركها إلا الورق.
إن من مبكيات هذا الزمن الرديء أن تكون هذه الوثائق أغلى وأكثر إثباتاً ودلالة على الجرم من القتيل نفسه! القتيل الذي كان شاهداً على كل تفاصيل الجريمة.
وفي كل الأحوال، فإن هذه المواقع جاءت في عصر لم تبق فيه خصوصية لأحد، أفرادا أو حكومات. وهذه المواقع وغيرها إنما هي تطور طبيعي للإعلام الجديد الذي أوجد عوالم متعددة تتعدى عالمنا الملموس ولكنها تؤثر فيه وتتأثر به.
وهي كذلك من المفارقات التي تثير الكثير من التساؤلات المتعلقة حول أهمية المعلومة وأحقية الحصول عليها وكيفية التعامل معها وما تترتب عليه، بل وتثير تساؤلات حول عصر العولمة والمعلومات بشكل عام. هذا العصر الذي جعل من العالم حجرة صغيرة جداً آمل ألا تضيق يوماً بأصحابها!.
وللاغتصاب طبعاً كثير من المعاني ، ما فهمته شخصياً، هو اغتصاب هدوء الحكومات التي ظنت أن مثل هذه الوثائق لن تصل يوماً إلى مسامع البشر في هذا العالم.
وكما هو متوقع دائماً، لم يبق أحد إلا وتحدث عن هذه المعلومات الخطيرة التي لم تترك أحداً إلا وكشفت عنه معلومة ما. ما يثيرني وأنا أتصفح الموقع ، بأن المعلومات التي ينشرها كانت معروفه لنا نحن. نحن من نعاني من ويلات الحروب ونرى أهوالها يومياً.
لم يكن الشعب العراقي مثلاً بحاجة إلى وثائق تتحدث عن فضائح أرباب الاحتلال وأتباعه، فهو يعيش هذا الاحتلال بكل تفاصيله المدمرة والقاتلة. فهذه المعلومات بالنسبة للعراقيين أمر معاش يقتاتونه مع الخبز. ربما سجّلت ووثقت هذه الوثائق لما يحدث.
وكأن ملايين الشهداء والمشردين والمهجرين والأرامل واليتامى لا يثبتون لهذا العالم المتحضر أي دليلٍ لأي جريمة تذكر! هذا الكلام ينطبق بطبيعة الحال على أفغانستان التي تحدث فيها الجرائم دون أن يسمع بها أحد، وكأن صرخات وأنين الضحايا تختقي وراء الجبال الشاهقة والتضاريس القاسية.
لم يختلف الموضوع كثيراً عندما نشر الموقع رسائل السفارات الأمريكية التي تحدثت عن تفاصيل لا نستغربها كثيراً وإن غابت عنّا، إلا أننا نعلمها يقيناً، والشاهد واقعنا الذي نعيشة طبعاً. خلاصة القول، أهل مكة أدرى بشعابها.
وكأي شيء جديد يظهر في حياتنا ، وجب بالمقابل ظهور مقلد ونسخة جديدة تنافس النسخة الأصلية. أعني بهذا ما تناقلته وسائل الاعلام مؤخراً عن موقع اسرائيلي نشر الكثير من الوثائق السرية التي احتوت على صور وأسماء لضباط وجنود اسرائيليين شاركوا في عملية الرصاص المصبوب على غزة. وقد وصل الأمر بالسلطات الاسرائيلية إلى فتح تحقيق مع صاحب هذا الموقع لنشره هكذا معلومات تعرض أصحابها للملاحقة القانونية لدى دولٍ نسيت لون الدماء الأحمر ولم يحركها إلا الورق.
إن من مبكيات هذا الزمن الرديء أن تكون هذه الوثائق أغلى وأكثر إثباتاً ودلالة على الجرم من القتيل نفسه! القتيل الذي كان شاهداً على كل تفاصيل الجريمة.
وفي كل الأحوال، فإن هذه المواقع جاءت في عصر لم تبق فيه خصوصية لأحد، أفرادا أو حكومات. وهذه المواقع وغيرها إنما هي تطور طبيعي للإعلام الجديد الذي أوجد عوالم متعددة تتعدى عالمنا الملموس ولكنها تؤثر فيه وتتأثر به.
وهي كذلك من المفارقات التي تثير الكثير من التساؤلات المتعلقة حول أهمية المعلومة وأحقية الحصول عليها وكيفية التعامل معها وما تترتب عليه، بل وتثير تساؤلات حول عصر العولمة والمعلومات بشكل عام. هذا العصر الذي جعل من العالم حجرة صغيرة جداً آمل ألا تضيق يوماً بأصحابها!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق